العزاء
ثم..
تأتي الثالثة صباحا، رفقة عطش شديد مزعج..
عطش يخنق الحلق، عطش يلغي خيارات العودة للنوم..
ثم..
أشعر بحزن ورعشة قلق وخوف من المجهول، المجهول الذي بدا مرسوما بشكل واضح في وقت ما..
الآن..
كل شيء مشوش... مشوش بطريقة أربكتني..
رغم ذلك...
وكدفاع عن نفسيتي الهشة... الفاقدة للتوازن والاتزان والتواصل..
أمنح لي الكثير من الطرق..
طرق أقدم من خلالها العزاء لنفسي...
عادة تكون الكتابة.. الطريقة الأنجع...
فكل ثقل مشاعر يصيبني، يكون ثرثارا كفاية لدرجة لا تطاق..
الكتابة تخفف عني الثرثرة الثقيلة على قلبي..
أما...
الأكل فهو وسيلة جيدة للشعور بالعناق الذي أفتقدته.. عناق أفتقده يسبب فراغا موحشا في معدتي، لهذا كلما ملأتها بالطعام لا تتوقف عن طلب المزيد.. فانتهى بي الأمر إلى زيادة وزن متطرفة..
في كل الحالات...
أعتقد أن شفائي يكون بوجود شخص ما من مكان ما... شخص حقيقي لا مثالي ولا شرير.. فقط إنسان.. يستمع لي ويمنحني عناقا..
أحيانا أتمنى أن أكون ذلك الشخص ناحية نفسي... أستمع لثرثرتي بالكتابة دون تعب..
وأعانق نفسي بكلمات أستحق الحصول عليها مني..
...لكنني قاسية على نفسي...
فأنا أقدم السكين الذي يطعن به أعدائي قلبي.. وافرض الوحدة على نفسي..
أصنف ذاتي بالمجنونة.. دون مراعاة لعقلي الذي قاوم كفاية لأرى النور..
أنا...
بحاجة لنفسي أكثر من أي شخص آخر..
لكنني عمياء ودون أطراف قادرة على وزر نفس ذاقت طعم الجنون..
تعليقات
إرسال تعليق