أمي وتصميم إنسانيتي
ثم..
يمر علي سؤال يقول "هل لك منزل تشعر فيه بترحاب أهله لك"
يا إلهي من أين أبدأ...؟
حسنا... سأذهب إلى النهاية مباشرة...
المنزل الذي يأويني.. هذا المنزل... أنا فيه فقط لأنني قمامة على أهلي القيام بجمعها، عليهم ذلك لأنني قمامتهم الخاصة...
أو على الأقل هكذا عبّرت أمي في آخر مرة حصلت فيها على نوبة...
فعلى ما يبدو أنني لا أحظى بالقبول، قبول التواجد على هذا المنزل... والسبب مرضي..
علي أن أكون في ظروف مناسبة دوما، وفي مزاج جيد أيضا..
علي أن أكون خارقة بمفهومهم، وكأنني آلة تم تصميمها وفقا لذوقهم الرديء في اختيار جوانبي الإنسانية...
ليس لدي حق في المرض أوالضعف أو إظهار مدى السواد الذي يجتاحني..
علي دائما وبكل استماتة أن أضع قناعا أوصل من خلاله مشاعري الخاطئة بطريقة صحيحة..
وأستقبل بحرارة كل بيانات السوء الذي أتعرض له، لأقوم لاحقا بتحويلها إلى نتائج في اللامبالاة.. رفقة ابتسامة فورية ترضيهم..
ثم..
لا مفر لي غير أدوية أقوم بابتلاعها.. هي تساعدني على أن لا أنهار.. وتساعدني على أن أكتم كل شيء..
أكتم كل الغضب وأكتم كل غصة..
الغضب الذي سيُخرج كل شيء إلى العلن.. هذا الغضب سيدمر حياتي إن ظهر..
رغم ذلك.. يكفي ان أحظى بالنوم الكافي كي أتجنب ظهور غضبي وأتفادى نتائجه..
أما عن الغصة فهي تريد الخروج على شكل صراخ ينزع عني الأهلية..
رغم ذلك.. يكفي أن أبكي وحيدة كي لا أسمح لها بالظهور..
ثم..
وبطريقة ما.. أشعر أن الأدوية تخفي مشاعري الحقيقية، تبتلعها لأجل غير مسمى.. لحمايتي وتقديم هوية النفاق لي...
في المقابل.. وكشخص مريض حتميا.. أتساءل..
هل مشاعري صحيحة ام لا؟
أنا مجرد مجنونة صحيح؟
من المجنون ومن العاقل؟
لست طبيعية أليس كذلك؟
هل مشاعري المريضة؟ أم أنا المريضة؟ أم هم القساة؟
لازلت لم أحصل على إجابة.. لهذا أستمر.. في تناول الأدوية.. لأنني أريد بلع كل هذا.. إلى الخفاء..
ثم..
لست بمثالية... ولست بآلة خارقة...
لست بتلك القوة ولا البراءة...
لست بذلك الضعف ولا الخبث أيضا..
أنا فقط إنسان... إنسان يؤمن أنه ليس قمامة على أهله القيام بجمعها حتى ولو كان ذلك رأي أمي..
إنسان يشعر بالحياة رفقة الكتابة، ويشعر بالانسانية رفقة المرض...
إنسان يريد لمس الحقيقة.. وترك الألم..
إنسان يريد أن يقول "أنا هنا" بحرف..
تعليقات
إرسال تعليق