من الشعور بالموت إلى الألم
رمت والدتي فضلات افكارها علي... لسنوات طوال.. لم أعرف من أنا.. أو كيف أفكر.. كل شيء كان مبرمجا بالزيف والتكرار المهوس..
في قلبي أنا.. توجد حقيقتي..
وفي عقلي أنا.. توجد فكرتي..
وفي روحي أنا.. توجد إنسانيتي..
أما عن جسدي فهو... مجرد إطار لكل هذا.. سيأتي يوم ليدفن على تراب.. ويفنى..
وستبقى حقيقتي.. وفكرتي.. وإنسانيتي... خالدة بطريقة ما.. في الأرض أو في السماء..
ثم..
المرض الذي كنت أراه كعبء... على حياتي.. قدم لي وبفضل من الله..
حقيقتي.. فكرتي.. وإنسانيتي..
المرض الذي تشاجرت معه مرارا... لأنني كنت أريد النمطية العادية داخلي... وجدته رفيقا محبوبا فجأة..
رفيقا محبوبا أعاد تعريفي بشكل شامل خارج فضلات والدتي...
حقيقة وبكل صدق.. أنا على الحافة.. مصدومة من ثقل الوعي هذا.. ومصدومة من حجم الألم..
رغم ذلك أنا ممتنة.. ممتنة أنني انتقلت من الشعور بالموت إلى الألم.. وممتنة لهذه البصيرة..
لا أدري.. ولا يهمني..
لا أدري كيف سينفعل الناس عندما أقول أنني أكره والدتي ولا اعتبرها أما..
وفي نفس الوقت... لا يهمني.. لأنني أنا.. من تألمت.. أنا من عشت اضطرابا نفسيا معقدا... وأنا من أواجه كل هذا.. دون وجود دعم مستمر..
إنه.. من السخيف حقا.. أن تعاد.. ملكية قلبي وملكية عقلي وملكية روحي.. بهذه الطريقة..
رغم ذلك.. أعلم وادرك.. أن هذه الطريقة القاسية هي معلم كبير... تضع حالة التأكد.. بدل التشتت والتردد.. وتضع الأمور في نصابها بدل إخراجها عن مسارها..
في النهاية... الرسائل الصادقة تصل لو وبالصمت.. والرسائل الكاذبة تكشف ولو كان متحدثها ثرثارا لا يجيد السكوت...
والدتي.. أنا.. إبنة أبيها..
تعليقات
إرسال تعليق