المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

اضطراب ثنائي القطب: والسبب الذي لا يجب أن أبحث عنه

  لا أدري كيف أبدأ حقيقة... على أي حال.. يكفي أن تصل حروفي إلى قلب من يقرؤها... كما سبق وذكرت... أنا مصابة بثنائي القطب الصنف الأول... وهو عبارة عن مرض وراثي في أحيان كثيرة.. يسبب هذا المرض اختلالات كيميائية حادة في المخ، تؤدي إلى نوبات من الجنون واضطرابات متطرفة في المزاج.. المرض لم ينطلق من لا شيء داخل عقلي في سن السادسة عشر أو الخامسة عشر، كما يظن الأطباء.. أو كما ظننت أنا سابقا.. المرض بدأ قبل سنوات كثيرة ونتاج تراكمات عديدة انطلقت من قلبي، وما حدث على شكل مرض كان مجرد نتيجة لكل الأحداث التي سببت انهيارات عاطفية أولا... ثم يقال أنه يُفضل عدم الغوص في أسباب  المرض العقلي والنفسي او البحث عنها.. فهو أمر معقد لن يأخذ لشيء.. لكن.. أجد أنني أتذكر وأحاول الفهم كي أصل لما حدث لعقل ولد بخير وانتهى بجنون.. فقط كي أجد حقيقة ترضي أسئلتي.. بعيدا عن اتهام الوراثة... ثم جاءت صدمة الطفولة الأولى عندما بلغت السادسة من العمر، حينها بدأت مشاعري تضطرب لأول مرة من أمي... مهلا... لا... ليس من أمي، بل من أستاذة الابتدائية المتوحشة تلك، فقد قامت بضرب تلميذة أمامي بطريقة عنيفة، فأصاب...

أمي وتصميم إنسانيتي

  ثم.. يمر علي سؤال يقول "هل لك منزل تشعر فيه بترحاب أهله لك" يا إلهي من أين أبدأ...؟ حسنا... سأذهب إلى النهاية مباشرة... المنزل الذي يأويني.. هذا المنزل... أنا فيه فقط لأنني قمامة على أهلي القيام بجمعها، عليهم ذلك لأنني قمامتهم الخاصة... أو على الأقل هكذا عبّرت أمي في آخر مرة حصلت فيها على نوبة... فعلى ما يبدو أنني لا أحظى بالقبول، قبول التواجد على هذا المنزل... والسبب مرضي.. علي أن أكون في ظروف مناسبة دوما، وفي مزاج جيد أيضا.. علي أن أكون خارقة بمفهومهم، وكأنني آلة تم تصميمها وفقا لذوقهم الرديء في اختيار جوانبي الإنسانية... ليس لدي حق في المرض أوالضعف أو إظهار مدى السواد الذي يجتاحني.. علي دائما وبكل استماتة أن أضع قناعا أوصل من خلاله مشاعري الخاطئة بطريقة صحيحة.. وأستقبل بحرارة كل بيانات السوء الذي أتعرض له، لأقوم لاحقا بتحويلها إلى نتائج في اللامبالاة.. رفقة ابتسامة فورية ترضيهم.. ثم.. لا مفر لي غير أدوية أقوم بابتلاعها.. هي تساعدني على أن لا أنهار..  وتساعدني على أن أكتم كل شيء.. أكتم كل الغضب وأكتم كل غصة.. الغضب الذي سيُخرج كل شيء إلى العلن.. هذا الغضب س...

سبب الاصابة بثنائي القطب: بين كتمانه عقليا وأثره نفسيا وعاطفيا

 أسمع كلاما يقال.. "لا تبحثي عن سبب المرض، البحث عنه أشبه بدوامة.. كل شيء مترابط بشكل معدوم ومعقد، أنتِ لن تصلي لشيء.. أحصلي على قليل من الرضا من داخلك، ابلعي المرض وتقبليه كما تبتلعين العلاج وتتقبلين كونك شخصا مريضا" رغم ذلك.. أجد أنني أبحث.. فأنا أعقد من أن أسير بكبسة زر.. وأعقد من أن أمضي حياتي بجهل متعمد، أريد أن أعرف كيف حدث هذا وكيف كان تسلسل انفلات عقلي... لكن.. يبدو كل شيء معقدا، ويبدو كل شيء بعيدا عني، أحاول ترجمة الأحداث بعيون بعيدة عن المرض وعن نفسي، كي أشكل رأيا حياديا بعيدا عن أثري.. أريد الوصول للحقيقة بطريقة أو بأخرى.. ثم.. أجد صدمات.. وأجد أشياء صعبة الترجمة إلى حياد، أجد تطرفا في كل شيء.. أحصد غضبا.. وأحصد حزنا.. وكوسيلة دفاع عما أريد، أقول.. "أنا أبحث عن السبب لأدحر شعور ومعتقدات جنون العظمة، أفعل ذلك كي أهزمها لاحقا إن تبادرت لقلبي..." ثم.. يقال لي.. ركزي على الحاضر بدل النبش في المرض والماضي.. الحاضر من يصنع المستقبل، الحاضر من يريدك معه الآن لا الماضي.. حسنا..  لا زلت في مشاعر تعود لسنوات طويلة.. فأين الماضي؟ وأين الحاضر؟ الماضي لا يزال حاضرا في...

الغرابة

  ثم.. أشعر بالبرد.. أشعر بالوحدة الشديدة.. أشعر أنني اتكلم لغة غير مفهومة، تشترك في الحروف مع عامة الناس، لكن تراكيب كلماتي تبدو مبهمة جدا، لعقل عادي عام.. لم يعش.. لم ينظر... ولم يؤمن بالجنون في وقت ما.. أما عن عقلي.. فهو عقل اضطر لتصنيف نفسه خائنا، حتى أصبح مظلما.. وقلبي هو قلب... اضطر لقول كلمة كاذب على نفسه مرارا وتكرارا.. حتى آمن أن كل شيء حوله كذب بما فيه هو.. فمات قهرا وترك الحياة.. ثم.. فعلت ذلك كي أؤمن... أنني لست بتلك الطبيعة العادية للبشر... وبالتالي انا مريضة وبحاجة لعلاج... فابتلعت أدوية تبعد عني النوبات مؤقتا.. أدوية تزيد وزني.. وتصنفني كشخص منعدم الأهلية في القانون، غائب الإدراك في الطب.. مجنون لعامة الناس.. ثم.. صدمة.. تليها صدمة.. وحسرة.. ترافقها غصة اكتئاب تخنقني.. لكن.. لا أحد يرى.. لأنني التزمت الصمت.. وتحدثت إلى شاشة.. للعودة لعقلي.. والعودة لقلبي.. رغم ذلك لازلت وحيدة.. خاوية.. فارغة.. لا أملك نفسي حتى.. ثم.. تشير الساعة إلى ضيق الوقت، وأنا أشير إلى السماء.. كي لا أشعر أن أفقي ضيق.. ووقتي معدوم.. أشير إلى السماء، أرى جمال لونها.. فينبعث نسيم ه...

صرصور بأقدام سريعة يختفي في ظلام ثنائي القطب

ثم.. مشطت شعري هذا الصباح.. مشطته بشكل سخيف.. لكنني رأيته جميلا على المرآة.. وتباهيت به أمام نفسي.. الآن.. أشعر أنني سأنفلت إلى استقرار.. وستكون اموري بخير.. لن اتشاجر مع أمي مجددا.. لأنني سأتمرد من غير مبالاة.. أتمرد إلى أنا... كجبانة تأخرت على اتخاذ قرار كهذا.. ثم.. الكتابة هي صديقتي التي لا تخونني.. فعندما قامت الكتابة بفضح مرضي، استقر عقلي وهدأ قلبي... لأن.. كل حرف أمسك بكل ما أشعر.. بكل ما أشعر من انهيار... عاطفي وعقلي.. بكل ما علق في نفسي من الماضي.. وبكل ما يقلقني في الحاضر.. وبكل ما أراه تشاؤما في مستقبلي... كل حرف... قام بإلقاء الضوء على ما كان يختبئ في الظلام.. ففر كل شيء هاربا مني.. كصرصور... يفر هاربا من سيدة منزل... أنارت الضوء ليلا في مطبخها.. أنا سيدة المنزل... والمرض صرصور لئيم مزعج.. لا أعلم أي ظلام يختبئ فيه.. لكنني أستطيع مفاجأته بالكتابة على حين غرة..فيهرب بأقدام سريعة... رغم ذلك يصيبني بالرعب.. لأنني أعلم أن أقدامه السريعة تلك... ستجعل منه قادرا على النجاة وقادرا على العودة.. ثم.. أقرر تنظيف مطبخ عقلي بمكنسة تنتمي لقلبي، أحاول أن أكون أكثر اتزان...

المعاملة الخاطئة لمرض ثنائي القطب

  حدثت الكثير من الأخطاء في رحلة علاجي من مرض ثنائي القطب.. أعتقد أن أكبرها هو إلزامي على عدم التوقف لرؤية نفسي وحياتي والتعرف على الزائر الجديد الذي حل بعقلي.. فبعد المرض مباشرة وجدت نفسي مجبرة على الدراسة حتى التخرج، ومجبرة على مواصلة حياتي وكأن شيئا لم يكن.. في ذلك الوقت كنت أستشيط مرضا جديدا لا أعلم ملامحه.. وحلت بي مشاعر لم أفهمها، ولم أعي وجودها حتى... كنت أقوم ببلع أدوية لا أعرف ما تفعله بجسمي سوى زيادة وزني.. وكانت أمي تقدم لي درسا كل صباح عنوانه "لا تخبري أحدا عن متابعتك لدى طبيب من نوعية عقلية ونفسية" لا أدري كيف أفسر الأمر حقيقة... على أي حال.. كانت تلحق عائلتي هدية دوريا من الزائر الذي وقع في عقلي..  كانت الهدية عبارة عن فضيحة وسط جيران الحي أعلن فيها جنوني بصرخة نوبة ذهان من المرض..  يحدث ذلك كل عطلة صيفية تقريبا، لأن الدراسة التي كانت تشغل عقلي طوال العام تختفي.. فتأتي كل حصيلة اضطرابات السنة دفعة واحدة بنوبة... أؤمن أنني لو جالست نفسي قليلا، لكانت الأمور أكثر استقرارا على الأقل... دون الطمع في أن تكون أفضل..  كنت بحاجة للتواصل قليلا وأخذ است...

الذي لا يقال عن اضطراب ثنائي القطب

 أنا مريضة عقلية على شكل كاتبة... اسمي أماني وانا مصابة باضطراب ثنائي القطب الصنف الاول..  المرض وراثي في عائلتي وأصبت به منذ سنوات المراهقة..    عمري حاليا 31 عاما.. مرت السنوات بسرعة وبألم.. ولم يختفي المرض لا من عقلي ولا من قلبي..   من الشائع أن المريض العقلي شخص منفلت التوازن، لا يمكنه الحديث برزانة.. حسنا هذه أنا حقا في نوباتي المجنونة... لكن... أبدو كشخص عاقل نسبيا عندما آخذ العلاج..  هل سمعتم يوما عن اضطراب ثنائي القطب؟  يقال أنه يحب عقول الأذكياء لذلك يتوجه إليها ليأكلها..  لا أدري إن كان هذا صحيحا، أم مجرد عزاء لي.. لأشعر أنني مميزة.. وتخف عني مشاعر الوصمة الاجتماعية...  أولا: تعريف مرض ثنائي القطب  هو مرض ناتج عن اختلالات كيمائية وهرمونية ويصنف كمرض عقلي بما أن هذه الاختلالات متواجدة في المخ، يسبب المرض إضطرابات مزاجية حادة مع غياب التوازن النفسي، فإما أن يكون المريض في منتهى السعادة رفقة ذهان وجنون عظمة وتسمى هذه الحالة بالهوس. أو بمنتهى الإكتئاب رفقة أفكار مرضية تؤدي به إلى التفكير في إنهاء حياته، مما يتطلب تدخلا للطبيب...

العزاء

 ثم.. تأتي الثالثة صباحا، رفقة عطش شديد مزعج.. عطش يخنق الحلق، عطش يلغي خيارات العودة للنوم.. ثم..  أشعر بحزن ورعشة قلق وخوف من المجهول، المجهول الذي بدا مرسوما بشكل واضح في وقت ما.. الآن.. كل شيء مشوش... مشوش بطريقة أربكتني.. رغم ذلك...  وكدفاع عن نفسيتي الهشة... الفاقدة للتوازن والاتزان والتواصل..    أمنح لي الكثير من الطرق..  طرق أقدم من خلالها العزاء لنفسي... عادة تكون الكتابة.. الطريقة الأنجع... فكل ثقل مشاعر يصيبني، يكون ثرثارا كفاية لدرجة لا تطاق.. الكتابة تخفف عني الثرثرة الثقيلة على قلبي.. أما... الأكل فهو وسيلة جيدة للشعور بالعناق الذي أفتقدته.. عناق أفتقده يسبب فراغا موحشا في معدتي، لهذا كلما ملأتها بالطعام لا تتوقف عن طلب المزيد.. فانتهى بي الأمر إلى زيادة وزن متطرفة.. في كل الحالات... أعتقد أن شفائي يكون بوجود شخص ما من مكان ما... شخص حقيقي لا مثالي ولا شرير.. فقط إنسان.. يستمع لي ويمنحني عناقا..  أحيانا أتمنى أن أكون ذلك الشخص ناحية نفسي... أستمع لثرثرتي بالكتابة دون تعب.. وأعانق نفسي بكلمات أستحق الحصول عليها مني.. ...لكنني قاسية ع...